أبطال الغزو والاجتياح

> عبد القوي الأشول

> رغم أنه لا يوجد بلد في العالم تمتلك زعاماته السياسية والقبلية آبار نفط، وجميعهم شركاء مع الشركات العامة في مجال التنقيب عن النفط واستخراجه، إلا أن هذه القاعدة مسلم بها في صنعاء اليمن التي يمتلك الحاكم فيها كل شيء بما فيها الثروات والعقارات والتجارة والعائدات من الموانئ والمطارات والمنافذ، فكل ما على وجه الأرض وما في باطنها من ثروات هي ملك مطلق للحاكم أو الزعيم وحاشيته، ومع ذلك فهم يصفقون بزعامته ويدعون ببقائه أبد الدهر.

وحتى لا نذهب بعيداً في وصف مناقب ومثالب من يحكمون في اليمن نشير إلى أبطال الغزو والاجتياحات، الذين يهددون الجنوب كلما لاح في الأفق ما يشير لديهم بقرب إغلاق حنفيات الجنوب النفطية.
عند إذن تتوحد أصواتهم من كل حدب وصوب ويشيرون إلى مكامن قوتهم العسكرية والقبلية التي تتأهب بصورة دائمة لاجتياح الجنوب، فهذا الجنوب إما أن يبقى ضيعة فيد، وإلا فإن جيوشهم العارمة ستدك مدننا وقرانا على رؤوس الأشهاد، حسب زعمهم.

أصواتهم تعتلي من فنادق أنقرة ومن أنحاء شتى، ناهيك عن الأصوات المماثلة في الداخل التي تتوعد الجنوبيين بالاجتياح.. حتى السيدة توكل كرمان حاملة جائزة نوبل تدخل بثقلها، لا أدري إن كان القبلي أو العسكري، في تلك التهديدات التي تتعارض مع ما تحمل من جائزة، وكذلك بعض المثقفين وزعماء الأحزاب السياسية الذين يتبارون في عنجهياتهم تجاه الجنوب إن هو أراد استعادة حقه ودولته وثرواته..

ما يعني أن المعادلة لديهم أن يظل الجنوب تحت السطوة والهيمنة، وما عليه وعلى أبنائه الأحرار أن يذعنوا لذلك، من منظور ما مثلت العقود الماضية لديهم من عائدات وما يمكن أن يشكل إغلاق الحنفية من تداعيات، خصوصاً على صعيد الزعامات التي لازالت ترى نفسها جديرة بحكم الجنوب وإخضاعه بالقوة.. وهكذا هو حال الزعامات التي لم تكن إلا من خلال روافد تلك العائدات التي تغذي خزائنها الشخصية.

ما يعني أن عائداتنا تنهب وثرواتنا موزعة بين تلك الأطراف التي لا تكف عن إطلاق ما لديها من شواذ الآفاق باتجاه الجنوب.
رغم ما سلف تبدو الإرادة الجنوبية ماضية وبثبات باتجاه استعادة الحق، ما يجعل فكرة إبقاء القضية عند الآبار النفطية أمراً مستحيلاً، ومن لم يجرؤ على تحرير غرفة نومه غير جدير بفرو عرين الأسود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى