علينا التحرر من القيود

> جسار فاروق مكاوي

> التحرر والانعتاق من القيود التي تكبّل أيادينا وعقولنا والاستعداد للاستقلال من ذات الطوق الذي يحيط بأعناق البعض هو ذاك الذي نسمّيه آفة العبودية والتقوقع بأفكار ومناهج ظاهرها الثورة وباطنها التغلغل في الانحطاط واستمراء البقاء فيه.

النضال الذي يستقوي ولا يستند إلى إدراك ووعي تنازعه أهواؤه لا يمكن له الاستمرار أو الولوج إلى ميادين الحياة المختلفة إلا بنفس النهج الذي يسير عليه. نحن بحاجة إلى التنوير في حياتنا والتغذي بمعارفها الغزيرة دون تكاسل بل بنهم شديد وتحريض حقيقي يقوم على حب القراءة والاستمتاع بها.. لا عيب في القراءة والغوص في ثناياها بل هي تكفير عن جهلنا وانتشار الوحل في جنباتنا.. المطالب هي رفع الصوت بحججه دون تسويف أو مواربة، وليس أن نترك أبوابنا كذلك، بل هي فرد أشرعتنا والإبحار بصبر وأناة.. فالسرعة الجنونية قد تجعل منك ضحية بين لحظة وأخرى.

هناك طرق مفتوحة وسريعة يستطيع أي شخص منّا أن يترك لنفسه فيها الانطلاق بحرية تامّة ولكن عليه أن يكون ممسكا بالمقود حتى لا تترنّح فتنقلب بك مركبتك وتودي بحياتك. نحن نشهد تغييرا في الحياة العامة، دونما شك، في كل شيء، وهذا التغيير يجب أن تكون له ضوابطه وحدوده حتى نستطيع التحكّم به وقيادته.

حرية الرأي الآخر والقبول بالآخر هما فلسفة معرفية للإنسان السليم تكويناً، ولا يعني ذلك بتاتاً أن نستنكف الآخرين وطباعهم أو أحاديثهم، بل أن نسعى إلى تقويمها وتصويب آرائها، ليس فرضاً بل ترغيباً. التغيير الذي يجب أن يحدث يبدأ من ذواتنا متسقاً مع الحفاظ على كل القيم والأخلاق والرؤى الحقيقية التي لا تبتعد عن واقعنا والتي هي عوامل مساعدة للارتقاء بحياتنا نحو الأفضل.

دعونا اليوم نلتقي لردم الهوة بيننا جميعا، وأن تكون لنا رؤية موحدة وهي كذلك بالتأكيد نحو تعزيز هذه المفاهيم ومنها تكون الانطلاقة التي تقود بأمان وسلاسة دون خوف أو نظرة مخيّبة للآمال والثقافة المحترمة هي ما يجب أن تكون أساس البناء لأي مجتمع يسعى للرقي والتنمية.. فدعونا ننجز ما بدأ بصدق ووعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى