تركيا والفصل العنصري

> د. عبدالعزيز الدالي

>  لقد أصبح واضحا للمتابع لشؤون الشرق الأوسط والبلدان العربية عموما بروز مطامع الدولة التركية وتدخلها السافر في البلدان العربية تحت شتى المبررات والدواعي غير المسنودة في إطار العلاقات الدولية أو العلاقات الثنائية بين الدول المتحضرة.
وبنظرة لجغرافية منطقتنا نلاحظ التواجد التركي في الشمال العراقي بقاعدة عسكرية غير متفق عليها مع الحكومة العراقية، ولطالما طالبت العراق في مرات عدة بسحب ذلك التواجد غير الشرعي من أراضيها. وتفاجئ الدولة التركية دول وشعوب العالم بهجومها المباغت وغير المبرر مطلقا على شمال سوريا باتجاه شرق الفرات لاستحداث منطقة آمنة بعمق أربعين كيلومترا. وهذا يعني فيما يعنيه إفراغ المنطقة المحتلة من سكانها الأصليين من أكراد وعرب واستبدالهم بعناصر التركمان.. وإذا ما تم هذا الاستبدال العنصري لسكان الأراضي السورية المحتلة على مرأى ومسمع العالم فإنه يعيدنا إلى عصر الأبارثيد (الفصل العنصري) السيئ الصيت في جنوب أفريقيا.

لقد أدانت دول العالم والمنظمات الدولية العدوان التركي على سوريا الدولة العربية المستقلة، عضو منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.. اجتمع مجلس الأمن وأيضا الجامعة العربية.. فماذا فعلوا إزاء هذا العدوان على دولة مستقلة ومسالمة؟
على أقل تقدير أن تعيد الدول العربية عضوية سوريا المجمدة بدون وجه حق إلى الجامعة فورا وبدون تأخير. وإلى ذلك أن تقدم الدول العربية، كل حسب قدرتها، المساعدات الأخوية اللازمة للشقيقة سوريا لمواجهة العدوان التركي وتضميد جراح الحرب المدمرة التي عانتها سوريا والشعب السوري الشقيق من عصابات وميليشيات الإرهاب التي تعمل تحت إشراف الدولة التركية.

إن التدخل العسكري التركي في سوريا ليس الأول في البلاد العربية ولن يكون الأخير، فقد تدخلت عسكريا في ليبيا في الشهور التي مضت في الحرب الأهلية هناك. إن نوايا الدولة التركية في البلدان العربية تثير الكثير من الأسئلة والمخاوف. وإلى جانب تدخلها العسكري في سوريا والعراق وليبيا لها قواعد عسكرية في سواكن في السودان والصومال مما يجعلنا نتساءل عن مغزى وأهداف هذا التواجد.

في البدء كنّا نتمنى أن تمد تركيا يد المساعدة إلى البلدان العربية في صورة مشاريع تنموية ولكننا فوجئنا بزراعتها لقواعد عسكرية هنا وهناك في البلدان العربية واحتلال البعض منها، وهذا مما يؤسف له حقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى