الأنصار والأنصار !.

> بدر قاسم محمد

> مطلع العام 2015م، في ظل سيطرة الجماعتين الإرهابيتين، جماعة "أنصار الله" الحوثية، وجماعة "أنصار الشريعة" التابعة للقاعدة، على الجنوب تم التقاسم بينهما كالتالي:
"أنصار الله" تسيطر على عدن وأبين والأجزاء الشمالية من شبوة، من ضمنها العاصمة عتق، وأنصار الشريعة تسيطر على المكلا والأجزاء الجنوبية من شبوة والأطراف الشرقية من أبين.

يروي لي بعض الجنود الجنوبيين قصة أسرهم من قبل الجماعتين على التوالي، أولاً في طريق ذهابهم إلى حضرموت عن طريق شبوة تعرضوا للأسر من قبل جماعة أنصار الله في عتق، وتم أخذ ما بحوزتهم من تليفونات وأوراق ثبوتية وتم استجوابهم من قبل المحقق الحوثي بتهمة صلتهم بالدواعش والإرهابيين، بعد مدة اعتقال دامت يومين ثم تم إطلاق سراحهم بتعهدات بعدم العودة.. ثانياً: في طريق عودتهم إلى عدن عبر طريق حضرموت الساحل تعرضوا للأسر من قبل جماعة أنصار الشريعة في المكلا، وتم استجوابهم أيضاً من قبل المحقق القاعدي بتهمة صلتهم بالروافض الحوثيين، بعد اعتقاله ليومين ثم أطلق سراحهم بتعهدات بعدم العودة!.

وحين قامت المقاومة الجنوبية بطرد جماعة أنصار الله من عدن كان عليها أن تتجه غرباً باتجاه تعز وإب لتأمين عدن.. وبعد أن قامت النخبة الحضرمية بطرد جماعة أنصار الشريعة من المكلا كان عليها أن تتجه غرباً باتجاه أبين وشبوة لتأمن المكلا.

انسحاب جماعة "أنصار الله" غرباً واستمرارها في تشكيل تهديد عسكري على عدن وفر عامل إشغال للمقاومة الجنوبية عن الاتجاه شرقاً إلى أبين وشبوة.. وبانسحاب جماعة أنصار الشريعة واستمرارها في تشكيل تهديد أمني على المكلا وفر عامل إشغال للنخبة الحضرمية عن الاتجاه شرقاً إلى حضرموت الداخل، بالإضافة إلى أن سيطرتها على أبين بالذات شكل حاجزاً يفصل عدن عن شرقها الجنوبي.

هذا المسرح العملياتي يعيدنا إلى تذكر ما حدث مع أول هدنة إنسانية فرضتها الأمم المتحدة قبل التقدم العسكري للتحالف والمقاومة الجنوبية على الحوثيين شمالاً، حيث حاول التحالف العربي والمقاومة الجنوبية انتهاز الهدنة للتقدم ناحية أبين لدحر جماعة أنصار الشريعة الإرهابية، وعند الإعلان عن بدء الحملة العسكرية باتجاه أبين احتجت جماعة أنصار الله على لسان ناطقها، محمد عبدالسلام، في حادثة تعد الأولى من نوعها، إذ كيف لجماعة تدعي محاربة الإرهابيين والدواعش أن تعترض على من يحاربهم؟!، بحجة اشتمال الهدنة على رفض أي تحرك عسكري للتحالف والمقاومة الجنوبية!، ونتذكر أيضاً احتجاج شيوخ حزب الإصلاح واعتراضهم على الحملة بحجة أن الحوار مع هؤلاء الشباب المغرر بهم "حسب وصفهم" أفضل من العمل العسكري.

والشاهد من قصة إشغال المقاومة الجنوبية والنخبة الحضرمية بالاتجاه غربا، ومن احتجاج الجماعتين اليمنيتين (الحوثية و الاخوانية) أن تفاهمهما الذي يهدف لفصل الجنوب عن بعضه أسبق وأوضح في رعاية سيطرة الجماعتين الإرهابيتين على الجنوب من مستجد إدارة المعركة الوهمية بين الجماعتين في تباب نهم ومأرب التي تهدف لوحدة الشمال مع بعضه.

طارئ الأحداث الآن في الجنوب يشي بتنفيذ ذات العمليات لجماعتي "الأنصار والأنصار" الإرهابيتين. المستجد هو استبدال جماعة أنصار الشريعة كتنظيم شمالي خفي بأنصار الشرعية كتنظيم ظاهره جنوبي وباطنه شمالي، بعد اجتياحه لشبوة وتمدده فيها عسكرياً وفشل اجتياحه العسكري لعدن، عمد إلى التمركز شرق أبين في العرقوب بغية فصل الجنوب عن بعضه بتمويهةٍ سياسية تقوم على فكرة استعادة الشرعية تارة، وتارة أخرى على تسويق إعلامي مضحك يصف التواجد الإماراتي في عدن بالاحتلال.. وكل ذلك لإيجاد مدخل لاحتلال شمالي للجنوب من خلال شرعية جنوبية جديدة تشرعن لهذا الاحتلال مرة أخرى بذريعة يتساوى هدفها، كأداة، بهدف جماعتي (الأنصار والأنصار) الإرهابيتين، كأدوات ذبح الجنوب من الوريد إلى الوريد، وقتل رموزه وخيرة رجاله وشبابه، والتنكيل بهم في سبيل بقاء الاحتلال الشمالي للجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى