الحلول الأممية المتدحرجة جنوبا!

> بدر قاسم محمد

> في بداية الأزمة اليمنية فُرض الحل العسكري أممياً لفرض الحل السياسي.. حالياً يتم فرض الحل السياسي أممياً لفرض الحل العسكري!.
لقد استطاع الشمال اليمني أن يستدير استدارة كاملة وهو يقوم بإعادة ترتيب خيارات العملية الأممية لحل الأزمة اليمنية، من العسكرية الإلزامية إلى السياسية التوافقية، عبر قيامه بتعقيد الحل العسكري شمالاً ودفعه بتوتير الوضع العسكري جنوباً!.

كل الحلول تدحرجت جنوباً، فحسب عذر جماعة الإخوان اليمنية، لوعورة التضاريس شمالاً علاقة بتعثر صعود الحل العسكري شمالاً، وكما يقولون: "حنب حمار الشيخ في العقبة"، كان لهرولتهم الأخيرة جنوباً إلى شبوة عذر فيزيائي ذو علاقة بقانون الجاذبية ونظرية الكم، ولد الهرولة والتدحرج العسكري الشمالي السريع والمباغت باتجاه الأرض السهلية جنوباً إلى شبوة فأبين فعدن، فإن تدحرجوا فقد تدحرج أخ لهم من قبل يدعى الحوثي.. ولدت دحرجته حلاً عسكرياً وولدت دحرجتهم حلاً سياسياً فرضت جميعها جنوباً.

لقد أضيف لعذر جماعة الإخوان عن تعثر تقدمها العسكري شمالاً بسبب وعورة التضاريس، عذرٌ وطني آخر سنسمعه في قادم الأيام كثيراً، مفاده: تعثر الحل السياسي جنوباً، سيوفره لها مشكورين جنوبيو الشرعية، يرفع عنها حرج الإجابة عن السؤال القائل: لماذا لا تتقدموا باتجاه صنعاء؟!.
بالله عليكم.. من لم نستطع إقناعهم بالتقدم العسكري باتجاه صنعاء من قبل، كيف سنقنعهم الآن وقد أضافوا لعذرهم البائس عذراً وطنياً يتحدث نيابة عن شعبهم الشمالي عن الوحدة اليمنية والسيادة الوطنية؟!

الآن لن يراوحوا مكانهم في تباب نهم ومأرب حفاظاً على وحدتهم الشمالية فقط.. بل سينقضون على الجنوب كلهم معاً حفاظاً على وحدتهم اليمنية.
نصيحة: على جنوبيي الشرعية أن يقتدوا بشماليها، وإذا أرادوا تجسيد الوحدة اليمنية عليهم أولاً تجسيد الوحدة الجنوبية وأن يعلموا أن عدم الاستجابة للخيار السياسي ليس عذراً كافياً لتصدرهم الدعوة لغزو عدن.. مثلما لم تكن عدم استجابة الحوثي لخيار العقيدة عذراً كافياً لغزو جماعة الإخوان في صنعاء!.

برغم أن الدوافع العقدية أقوى من الدوافع السياسية، لكن يبدو أن العقلية الشمالية أذكى وأدهى من العقلية الجنوبية!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى