مرض ضعف التطور!

> عياش علي محمد

> الذي ينظر لحال اليمن اليوم سيجد أمامه لوحة يمنية متغيرة، وتتغير معها تصوراتنا عنها، وتنشأ لهذا التصورات آراء متعلقة بالتخلف في اليمن.
فهل التخلف في اليمن بديهي أو أنه أبدي أم أن التخلف فيه ظاهرة سوف تزول بزوال مسبباتها؟

اليمن بماذا متخلف؟ تقول بعض الآراء إن تخلف اليمن بسبب الدخل المنخفض للفرد الواحد من السكان، والمستوى الضعيف في التطور الصناعي، والزيادة السريعة (الديمغرافية) للسكان، وتقصي التغذية المزمن، والأمية، وعدم وجود الخدمة الطبية السهلة للسكان.
لكن الحقيقة إن التخلف ليس جامداً أو متحجرا ولا يتعرض لتغيرات معينة.

وقد يقول قائل إنه يوجد لدينا عالمان، عالم غني يتمثل في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وعالم فقير ويقصد به اليمن، والفقر في اليمن ليس بخافٍ على أحد، فقد خضعت اليمن إلى الحروب وبسببها وصلت نسبة 70 % من السكان يعانون من الأمية على الرغم أن اليمن يمتلك الأموال والقدرة على نشر التعليم. وأن 70 % من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية رغم وجود المال في اليمن والمقدرة الزراعية على إطعام سكانها.

ويقترح رواد العمل الاقتصادي تكنيك معالجة ضعف التطور بواسطة زيادة نسبة التراكم الرأسمالي، وتقليص نسبة الولادة واستخدام أساليب جديدة في الزراعة، لكن هذا كله يتوقف على التنظيم الجذري للبنية الاقتصادية والاجتماعية القائمة في اليمن.
واليمنيون ليسوا عاجزين عن بلوغ التطور، حيث كانت اليمن منتجة مهمة للمواد الزراعية ومصدرة لمحاصيلها الزراعية، وأصبحت اليوم تستورد غذاءها من الخارج، رغم أن اليمن محاصيلها مستمرة على طول السنة ودون انقطاع.

والقضية الايكولوجية لها باع طويل وواسع في تخلف البلاد، ونقصد بذلك الخسائر التي لا تعوض في موارد الأرض وتشير بعض الدراسات إلى أن مساحات الأرضي الزراعية تقلصت بفعل النهب الواسع للأرض الزراعية والبناء العشوائي فيها، ومهاجمة رمال الصحاري تلك الأراضي.
وتقلصت نسبة الأرض الزراعية بالنسبة للسكان، ويقتضي ذلك وقف التعدي على الأراض الزراعية التي هي حق للجيل الحاضر وللأجيال القادمة، ولا يمكن للجيل الحاضر أن يستحوذ على حقوق الأجيال القادمة.

كما أن التوسع في استيراد الأسلحة يزيد من نسبة الفقر في اليمن، وبوجودها يلجأ اليمنيون إلى الاقتتال فيما بينهم أو تكون اليمن مادة خامة لنفوذ أمراء الحرب.
هذه مهام ملحة نطرحها على قادة البلاد للتفكير فيها وضرورة حلها إما عن طريق اليمن نفسه أو بالتعاون مع دول التحالف أو غيرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى