صفقة القرن 2

> م. وحي أمان

> أعتقد أن إحلال السلام الدائم باليمن وحل كل التعقيدات القائمة الناتجة عن الحرب الدائرة باليمن منذ خمسة أعوام يكمن في تطبيق مماثل لصفقة القرن المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي لإحلال السلام الدائم لفلسطين وجوارها.

إن خلق انتعاش استثماري اقتصادي حقيقي بشراكة دولية وتحت إشراف أمريكي ودولي هو المفتاح الحقيقي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار باليمن الذي يقع بمنطقة إستراتيجية جنوب الجزيرة العربية.. إن الإمكانات الطبيعية الاقتصادية والاستثمارية الضخمة لليمن وغير المستغلة حتى الآن ستكون هي الحل السحري للاستقرار السياسي الدائم، إذا استطاع العالم والإقليم تقديم دعم حقيقي ضمن خطة إستراتيجية لإيجاد انتعاش اقتصادي حقيقي يخدم اليمن أولا والمنطقة والعالم.

يمتلك اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه الكثير من المقومات الطبيعية التي يستطيع من خلالها خلق وبناء نهضة اقتصادية خلال مدة زمنية قصيرة، ونتيجة لسوء إدارة الحكم خلال الفترات السابقة والذي نتج عنه الصراعات القائمة على الحكم بين قوى وأحزاب محلية مرتبطة بمشاريع خارجية أهدافها السيطرة على مقدرات الشعب اليمني الذي أصبح في وضع صعب للغاية، وأصبحت اليمن اليوم تعاني من أكبر أزمة إنسانية ومن أفقر دول العالم، وعليه فقد صار التدخل الدولي ملحا لإيجاد استقرار سياسي ينهي التعقيدات الحاصلة ولو لفترة انتقالية.. ولكن إن وجدت الآلية الدولية الضامنة لدخول التمويلات والشراكات الدولية لمشاريع اقتصادية عملاقة تدار بإشراف دولي وإقليمي خلال مرحلة أولية، وهي المرحلة الانتقالية لحين الخروج من الوضع الحالي لحكومات الأمر الواقع ولحين ولادة حكومة وطنية حقيقية ومنتخبة تعهد إليها أمور الدولة الفيدرالية أو الكونفدرالية القوية مستقبلا.

هناك أمثلة كثيرة لنوعية الاستثمارات الدولية المقترحة، لعل أهمها الاستغلال الأمثل للثروات النفطية والغازية والمعدنية في باطن الأرض وإنشاء مدينة اقتصادية دولية للتجارة الحرة قريبة من باب المندب ومرتبطة بمشروع طريق الحرير الصيني وإنشاء مشروع جسر النور الرابط بين اليمن وجيبوتي، والذي سيربط قارة أفريقيا بالجزيرة العربية وما يرافق ذلك من مشاريع اقتصادية ولوجستية عدة، وإنشاء خطوط نقل حديثة وشبكات سكك حديدية تربط اليمن شمالا بالسعودية وشرقا بعمان وصولا إلى شمال الجزيرة العربية، وما ذلك إلا أمثلة بسيطة لحجم الاستثمارات الضخمة التي يمكن خلقها في اليمن التي لازالت أرضا بكرا تمتلك الثروة البشرية والثروات الطبيعية المتعددة سواء تحت الأرض أو فوقها، وشريطا بحريا يمتد إلى أكثر من ألفي كيلومتر.

انخراط اليمن بنشاط اقتصادي حقيقي وخلق انتعاش حضري واستثماري مرتبط بمصالح ونشاط اقتصادي دولي هو الحل الأمثل والوحيد للخروج من هذا النفق المظلم الطويل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى