فنون الصراع السياسي

> عياش علي محمد

> أجمل هدية يمكن أن يقدمها الجنوبيون لأعدائهم أن يقوموا بالصراع فيما بينهم، أو يتبادلوا الكراهية ضد بعضهم، فهذا الصراع يسهل للأعداء طرق التحكم بالمسارات الجنوبية.
والصراع أنواع إما أن تقوموا بالصراع وسيادة الأرض محفوظة وتحت أيديكم، أو يكون الصراع خطوة لتسليم الأرض للأعداء المتربصين بالجنوب.

وشهد الجنوب عدة صراعات منها دموية، ومع ذلك ظلت السيادة محفوظة للبلاد حتى خرجت عن طورها وسلمت السيادة والأرض للذين كانوا يتربصون بهذه الصراعات.

وفنون الصراع أن لا تحل محل الآخر، أو تستحوذ على نفوذه، أو تقوى عليه، التكتيك حول الأساليب والتفاصيل أم الإستراتيجية هو الهدف؟ فإذا كان الصراع على التفاصيل فأمره محسوم، أما إذا كان الصراع على الهدف الإستراتيجي فهذا أمر يحتاج إلى معالجات أخرى ويحتاج إلى قيادة خارجة عن المألوف وتجيد فهم التاريخ والجغرافيا والأرقام، ومعلومات دقيقة عن حياة البلد وتقاليده وخبراته في الحياة.

وأي تكتل سياسي من أنواع عديدة يجب توحيدها بشرط ألا تذوب الواحدة بالأخرى بل يحتفظ كل كيان بنفسه، مع توحيد الهدف المرجو.
ولا تنتصر الثروات إلا إذا عرفت الثورة من صديقها ومن عدوها، وفي حالة فرز تخرج الثورات منتصرة، أما اذا اختلطت الأمور ولم يعرف الصديق من عدوه فإن الثورة لازالت تحتاج إلى وقت يكون الإفراز في المجتمع ضروريا وقد يوضح الطريق للثورة.

ويدخل الصراع السياسي مرة في سبات، وأخرى في هيجان، والثقافة الشرقية تعطينا تأكيداتها بأن هناك نوعين من البشر، أحدهما يشتط غضبا لأبسط الأسباب وغضبت يفوق التصور، وهناك نوع آخر من البشر تجد حالته منبسطة ودائماً في خانة الصمت السلبي.
والسياسي الناضج ذاك الذي يعطي الفرصة لشديد الغضب بأن يفرغ شحناته العاطفية أو القلبية والعصبية بعدها يمكن أن تقوده كما تقود النعامة، أما الآخر فعليك تشجيعه بالكلام وأن لا يترك في حالة ترقب لمن ستكون الغلبة من هذا الصراع.

والصراع الحالي في الجنوب وإن كان في حالة تستر يجب أن لا يفهم بأنه صراع مناطقي بل يجب أن تسود الديمقراطية فيه بحيث يشعر المتصارعون أنهم يناضلون نحو هدف سامي يريدون تحقيقه وليس هدف مناطقي تريد الأولى أن تلتهم الأخرى.
وإذا توسع الصراع فيجب السماح بدخول عناصر من المنظمات المدنية تكون عوناً بمدهم بالأفكار والتسويات التي تظل غائبة في حالة الصراع.

ويجب أن يتذكر المتصارعون أنهم لو فشلوا في تأدية واجبهم الوطني فإن خصومهم لن ترحمهم، والمجتمع الذي كان ينتظر الانفراج عن هذا الصراع بنصر يؤيد تطلعاتهم لن يرحمهم أيضا.
والسياسة فن الممكن ومن يريد أن يمارسها يجب أن يكون فناناً، والصراع السياسي شيء صحي في حدود الإمكان، أما إذا زاد عن حده فسوف ينقلب ضده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى