تحرير صنعاء كذبة كبيرة

> ياسر محمد الأعسم

> * لم ينتصروا في معركة وخسروا جبهاتهم وسلموا عتاد جيشهم ولا يزال الجنرال العجوز ووزير الدفاع في مكانهما.. انبطحت نهم وسقطت الجوف وباتت مأرب على مرمى حجر من الحوثي وهم ما يزالون يتباكون على عدن وينتظرون تحرير الجنوب!
* لدينا من الوازع الديني والأخلاقي ما ينهينا عن الشماتة، ولكن لا يستطيع أحد أن يجبرنا على احترام قيادات جيش الشرعية وإخوانها، فتجار الحروب والشعوب لا يصنعون مجداً أو ينتصرون لوطن، وفي المقابل نشعر بغصة من مواقف أصحابنا في الشرعية ونعتقد أنه قد آن الأوان ليزيلوا الغشاوة عن أبصارهم وقلوبهم.

* أكثر من خمس سنوات وهم يحشدون و(يهنجمون) قادمون يا صنعاء، وسيرفعون علم الجمهورية على جبال مران، جيش تعداده يزيد عن (200) ألف جندي ومئات الجهاديين وترسانة عسكرية تكفي لتحرير دول وليس مدينة، وفي شهر اندحروا وأصبحوا كعصف مأكول، والفضيحة أنه حتى سيطرتهم على المناطق و(التباب) كانت مرهونة بهدنة وعندما انتهت سقطت! 

* الهزيمة ليست جديدة عليهم، بالأمس جردهم الحوثي من دولتهم وأول قرار اتخذوه أن لبسوا البراقع وولوا الأدبار، وتكرر المشهد في بقية محافظاتهم، ونجدهم اليوم ينسحبون من نهم والجوف وأمسوا قاب قوسين أو أدنى من خسارة معقلهم (مأرب)، فلا مفر من التنازل عنها بهزيمة أو (صفقة)، وسيتوجهون شرقاً ويبحثون في شبوة وحضرموت عن وطن بديل، ثم يحدثونا عن السيادة ويقاتلونا باسم الوحدة ويخرج علينا واحد ما يستحي يولول و(ينتع) شعره ويتهم الجنوبيين بخذلانهم.

* معركة تحرير صنعاء كذبة كبيرة، فإخوان الشرعية تاجروا بالمقاومة وجعلوا الحرب مهنة، ومن المهم أن يدرك أصحاب القرار في (الرياض) أن صنعاء وربما الشمال كله لا يعتقدون أن أنصار الله سلطة انقلاب، وينظرون إلى الشرعية كمرتزقة وفخامة الرئيس (هادي) خائن والتحالف العربي عدوان غاشم، وإن أرادوا حماية أمنهم القومي يعززوا ثقتهم بالجنوبيين الذين أثبتوا أنهم حليف قوي ووفي.

* الأحداث الأخيرة في الجوف ومأرب سترسم خارطة جديدة لصراع في اليمن، وعلى كل الجنوبيين في الداخل والخارج وفي الشرعية والانتقالي وكل المكونات والقادة والساسة أن يستعدوا لمواجهة التحديات القادمة، فالمرحلة استثنائية وتحتاج إلى رجال ومواقف استثنائية.
* ندرك أن مصيرنا مرهون بمصالح ومشاريع الدول الكبرى، ولكن لكي يكون لصوتنا قيمة ويسمعنا الآخرون علينا أن نجلس حول طاولة واحدة حتى تستقر نفوسنا وتتوحد مواقفنا.

* تعلموا من التجربة واحترموا شعبكم لكي يراكم كبارا.. ونقولها بقناعة وإيمان: الجنوب لن يقرر مصيره رجل واحد أو محافظة واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى