يريدون الجنوب كلا على طريقته

> عبد القوي الأشول

> يذكرني حالنا بالمثل القائل: "أريد لحمة من كبشي وأريد كبشي يمشي".

كافة الجنوبيين يريدون استعادة دولتهم ووطنهم، ولكن كلا يريد ذلك على طريقته، وهذا -قطعاً- لن يتحقق ومع ذلك لا يبدون توافقاً في سبيل ذلك، بل يمضون في حالة عناد وعدم تنازل لبعضهم، الحال الذي تستغل فيه تلك البيانات كمعرقل حقيقي لعدم تمكين أبناء الجنوب من الخروج من دوامة الكهف المظلم الذي دخلنا دهاليزه في مطلع تسعينات القرن المنصرف، وهو الأمر الذي كلفنا الكثير ومازلنا ندفع عن ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكب بحق الجنوب.

الأمر اللافت بعد كل هذه السنين التي مضت، أن الكثير منا لم يعد إلى صوابه ولم يدرك أن مستقبل الأجيال معقود بفكرة استعادة دولتنا، دون ذلك سيظل الجميع تحت وطأة المعاناة، فالجنوب هو عنوان كرامتنا ووجودنا، والمعاناة والقهر يطالان الجميع كما عهدنا على مدى عقود مضت.

فمن الحكمة في مثل هذه الأوقات الدقيقة أن تبرز مبادرة جنوبية باتجاه التوافق واستعادة وضعنا كدولة، وهي أولوية لا يمكن القفز عليها بالمناطقية وتخوين بعضنا أو التفكير الاختزالي الغبي بإمكانية الاستحواذ على الوضع من قبل فصيل بعينه مثل هذا المنطق، والتفكير القاصر لم يعد ممكناً إطلاقاً لو أخذنا بنذر المتغيرات العاصفة على مسرح الحياة من حولنا التي طالت عروشا كثيرة ضن أصحابها أنهم خالدون في السطلة والسطوة والسيطرة.

فلا بد أن تتضافر الجهود في هذه الأثناء باتجاه استعادة دولتنا، وهي الغاية التي قدم شعبنا لأجلها تضحيات جساما، وبعد ذلك تتجذر فكرة بناء الدولة بفيدرالية داخلية تتجاوز الماضي، وعند إذن تحقق كافة الأطياف أهدافها عبر دولة عصرية حديثة تتوفر فيها كافة الضمانات لتحقيق العدالة والديمقراطية، فهل نتوخى في هذه الأثناء عودة الكثير من الأطراف إلى رشدها؟

فبعد أن تبين للجميع أن أمر استعادة الجنوب مرهون بعامل التوافق مع استحالة تحقيق ذلك من منظور رؤية أو رغبة كل طرف على طريقته؟ فهل من المتعذر وضع الضوابط أو المبادئ التي تمنع -مستقبلاً- الاستئثار بالسلطة بحيث تضمن كافة الأطراف حقوقها في الدولة القادمة؟ وهل من سبيل آخر لاستعادة الجنوب حتى يظل الأمر على هذا النحو من التباعد؟ وهل مصلحة الأجيال ومستقبلها يستدعي التنازل تجاه بعضنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى