فهل نعتبر؟

> عبد القوي الأشول

> يقول الشاعر:

كم يحسدوني على موتي فوا أسفي

حتى على الموت لا أخلو من الحسد.

لا أدري ما هي الامتيازات التي يُحظى بها أبناء الضالع، وعلى ماذا يستأثر هؤلاء حتى تشن عليهم حملات جائرة ظالمة، عدا شواهد قبور الشهداء ودموع الأمهات والثكالى، لا توجد ملامح امتيازات تذكر لدى هذا الوسط الفقير في تلك القرى البائسة. هكذا يتحدثون بفرط مناطقية عن الضالع التي تستأثر بكل شيء لنفسها وتقصي الآخرين.

والثابت أن لا الثروة ولا النفوذ بيد أبناء الضالع ولا العائدات المالية ولا سلطة لهؤلاء. فهل من المنطق أن نشير إلى الضالع التي تقصي الآخرين؟ وهل من الحكمة أن تنطلق مثل هذه المفاهيم، وتفهم من نموذج أو تصرف فردي لأحد من المنتمين للضالع؟.

ما يجري، لم تكن الضالع في الأصل هي المستهدفة، ولكن فكرة إذكاء المناطقية تستدعي الأخذ بالضالع سبيلاً لخلق نعرات عدوانية مناطقية وتصوير الضالع سلطة تمارس الإقصاء والمناطقية ولا ننكر أن هناك نماذج ربما تسيء للآخرين بسلوكها، وهذا حال الدنيا والناس، الكمال لله وحده. أن تحكم على جهة أو منطقة بأنها تمارس الحقد والإقصاء والمناطقية وتستأثر بكل شيء، في حين أن الجهة ذاتها تعاني من البؤس والحرمان ولا سلطة لديها ولا عائدات مالية، فمثل هذا حكم جائر وظالم.

لكن لماذا تُرمى الضالع بتلك الصفات ومن خلف هذه الحملة الظالمة؟

لا شك أن من مارسوا القمع والقهر تجاه الجنوب والضالع بصفة خاصة، خلال العقود الماضية، ومن أيقنوا أن الضالع هي التي ظلت تنازعهم ما اعتبروه مجدهم، يقفون في هذه الأثناء للنيل من الجنوب عبر بوابة الضالع ومن خلال المناطقية التي يذكون نارها على أمل أن تشكل خرقاً للحمة الجنوبية، بحيث تضع العراقيل المؤثرة في مسار نضالات شعبنا منعاً لتحقيق إرادته.

ما يجري هو نمط من حرب إعلامية لا تستهدف الضالع بحد ذاتها، إنما الجنوب عموماً، ولكن هذه المرة عبر بوابة البكاء والنواح والحسرة على من يمارس بحقهم الإقصاء والتهميش من قبل الضالع المستأثرة على كل شيء لذاتها، وفق قولهم.

من يقفون وراء هذه الحملة هم أبطال وصقور النظام السابق في صنعاء، التي لم تكن تؤمن بحق أي من أبناء الجنوب ممن اعتبرتهم خليطاً غير متجانس من أفارقة وهنود لا يملكون حقاً في أرضهم، وحين ترافق قبضتهم لم يجدوا بداً من البحث عن طرق يتم من خلالها تأليب الجنوبيين ضد بعضهم، فتارة يشيرون إلى حضرموت، وأخرى إلى عدن، وهكذا، حتى يضعوا الجنوبيين في مواجهة بعضهم البعض حتى يرجعوا عودة الفرع إلى الأصل والهضم بعد البلع للجنوب، وفق نظرياتهم الحاقدة.

للأسف تعذر علينا في الجنوب أن نعتبر من ماضينا، لم نغادر تلك المسميات المناطقية، هذا ضالعي والآخر بدوي والآخر يافعي وشبواني.
رغم يقين الكل أن من هذه البوابة، تخلقت مأساة 13 يناير 1986م، لتمهد بدورها لمأساة كارثية حين شرعنا بوابة النفاذ إلى عمقنا في 1994م وهي المحطة التي مازال الجميع يدفع تبعاتها الموجعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى