هل هي غلطة الشاطر؟

> عبدالقوي الأشول

> أهمية الممرات المائية في خليج عدن لم تتغير بالنسبة للعالم، وقد شهدت حقب التاريخ صراعات مستمرة على سطح هذه المياه الدافئة، وزادت تلك الأهمية لها عقب الاستكشافات النفطية في المنطقة التي تلازمت بشدة الصراعات الإقليمية.

اللافت أن تلك الممرات لم تتأثر حتى في زمن الحرب الباردة، فقد مارست اليمن الديمقراطية السيادة التي تمنع استغلال تلك الممرات الهامة، ما جعلها تؤمّن مسارات السفن التجارية الحاملة للنفط ونحوها على مدى تلك العقود، ولم تكن اليمن الديمقراطية مصدر إزعاج لدول الإقليم على هذا الصعيد، ناهيك عن محاربة ومنع أعمال القرصنة والأعمال الإرهابية في تلك المياه التي لم تشهد طيلة تلك الفترة أي أعمال تضر بالملاحة الدولية.

فما الذي استجد على هذا الصعيد بعد كل تلك المتغيرات التي حلت بالمنطقة؟ وهل تعمل دول الجوار النفطية على جعل تلك الممرات بعيدة عن الصراع الدائر والتدخلات الخارجية الطامعة؟

يرى كثير من المتابعين أن هناك درجة من التخبط لدى هذه الدول وعدم انتهاج سياسة حازمة على هذا الصعيد، بدليل التحالفات المتأرجحة والتي تعتمد بدرجة أساسية على حلقات ضعيفة ربما من تجاربهم معها في الماضي بدى جليا عدم الوثوق في ولاءاتها المتغيرة وفق الحاجة، الأمر الذي ينذر بمخاطر قادمة إذا ما ظلت هذه السياسات متبعة لدى الأشقاء ممن تبين سياستهم قدرا من عدم الوضوح، ناهيك عن تكرار نفس الأخطاء السابقة التي بنوا عليها تحالفاتهم.

فهل ما يحدث يمثل اختراقا لسياسات تلك الدول من الداخل، أم أن الأمر مبني على حسابات غير دقيقة وفق ما تكشف؟ ثم هل من العقلانية التعاطي مع هذه الورقة، شديدة الأهمية، بالطرق المعمول بها حاليا؟ وماذا لو أخفقت تقديراتهم تلك؟

الحال دون شك له تداعيات مرعبة، تداعيات وجودية إن جاز التعبير من منظور حدة الصراع الإقليمي الراهن، وما يمكن أن تتخلق من عوامل مغايرة في هذا الجزء من العالم لا يمكن معها تلافي حجم الأخطاء المرتكبة، ما يعني أن المغامرات الراهنة بأمن خليج عدن يمكن أن يشكل حافة الهاوية بالنسبة لهؤلاء الذين ربما يقللون من أهمية المنطقة الإستراتيجية، ما جعلهم يأخذون بخيارات كارثية وفق التقديرات الراهنة التي لا تخرج عن عباءة الماضي الذي تدفع أثمانه باهظة.

فهل من الصواب ما يجري؟ ذلك ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى