عدن تحت سطوة الجلاد

> عبدالقوي الأشول

> عدن مدينة منكوبة، هذا الوصف الذي ينطبق على هذه المدينة التي تعاني وبقسوة منذ ما يزيد عن ستة أعوام من أوضاع استثنائية على كافة الأصعدة الحياتية، فحالة الإمعان والتلذذ بعذابات أهلها لم تكن قط مشهودة في أي زمان.
فهل نوجه استغاثاتنا للعالم؟ كي يعلم حقيقة الوضع المأساوي الذي آلت إليه أوضاعنا في ظل غياب الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، ناهيك عن الوضع الصحي شديد التردي حيث انتشرت الأوبئة على نطاق واسع ولا توجد إحصائيات لأعداد الضحايا، فهي ببساطة مدينة منسية خارج نطاق الحسابات.

على الجانب الآخر تتصارع عدة جهات في سبيل إحكام السطوة على هذه المدينة البائسة التي يبلغ فيها مستوى الفقر أعلى الدرجات وينحدر فيها دخل الفرد الى أدنى حد.. فلماذا بلغت بنا الأمور هذا المستوى من الإذلال؟!

ببساطة لأننا كسكان ليسوا ضمن نطاق حسابات تلك الأطراف التي تريد أن تفرض هيمنتها وبطشها، فعلى مقربة من ضواحي عدن تُجرى الاستعدادات للانقضاض عليها، وحتى تكتمل تلك الفصول والتهيآت وتبلغ الحشود ذروتها على أبناء عدن والجنوب عموماً أن يعيشوا هذا الوضع المأساوي الذي يبدو قدراً حتمياً حتى تكتمل فصول المأساة باقتحامها أو هذا ما يتم العمل عليه.

وكي تلوح المدينة بأعلام القادم الجديد ينبغي أن تمارس بحقها أعتى وأقسى وطأة استبدادية، فلا مرتبات تصل في وقتها ولا مياه ولا كهرباء، ناهيك عن ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار في سوق تحكمها الأهواء وفي مدينة "الفرطوان" إن جاز التعبير.

هنا في هذا الجزء من العالم يحصد الحر آلاف النفوس الزكية ويموت الأطفال والمسنون والنساء الحوامل، هكذا تبدو ليالي وإيام المدينة الشائخة جراء سياط الجلاد الذي يستمد فرط قوته من عائدات أرضها وثرواتها.. مدينتي المنكوبة تعيش ليالي وأياما في العطش، تملأ سماءها عوادم المولدات التي يحاول أصحابها تدبير حالهم بعد أن تعذرت السبل وبلغ السيل الزبى.

عدن والجنوب عموماً تحت وطأة الجلاد ورحمة من لا يرحم وعدوانية المشتهي للدماء.. فهل من أيدي يمكنها أن تكون منجدة في هذه الأثناء التي تكالب فيها الأوباش؟ هل من آذان تصغي لأنيين المرضى والجوعى والموجوعين وصرخات الأطفال جراء هذه المحرقة التي تمارس بحق ملايين السكان وسط صمت العالم والمحيط الإقليمي إن لم أقل الجيران؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى