ما وراء ما يجري؟

> عبدالقوي الأشول

> إدارة وضع عدن تحديدا بالطريقة المكررة منذ سنوات لا يوحي مطلقا بحسن النوايا تجاه هذه المدينة التي تدار أمورها بطرق كيدية وفي الأخير يدفع المواطن ثمن ذلك. إمعان واضح وجلي في جعل عدن تعيش أوضاعا متردية ولا مجال في ظل الآلية المتبعة من تحسن الوضع على كافة الأصعدة الحياتي، فالخدمات اتخذت منذ زمن سبيلا للكسب من قبل الأطراف المستفيدة في ظل غياب المسؤولية والمحاسبة، بل غياب الرؤية تماما، خصوصا لدى طرف التحالف، في كيفية إدارة الوضع حتى إن التعامل مع الفساد بات نسقا قدريا لا مجال لتجاوزه.

هكذا غرقت المدينة تحت طائل ممارسات مشخصنة ومعالجات لا يمكن وصفها إلا أنها نمط من الاستهتار وعدم الاكتراث، وإلا لما استمر الحال طيلة السنوات الماضية مع ما ترصد من أموال، لكنها لم تحقق أدنى تبدل في الوضع القائم الذي تفاقم مؤخرا بصورة مروعة.

الوقت إنه حين غرقت عدن بالأمطار التي خلفت وضعا مأساويا بإدارة الشرعية لدعوة الحكومة للعودة إلى عدن أمر مضحك للغاية، كما لو أن الحكومة بحضورها سوف تبدأ فورا بوضع المعالجات رغم إيماننا أن فاقد الشيء لا يعطيه.

الوضع المتردي الذي نعيشه هو نتاج تصرفات الحكومة وفساد أجهزتها.. فما الذي تفعله حكومة غارقة في الفساد بكل أجهزتها؟ عجزت على مدى سنوات في حل مشكلة الكهرباء والخدمات الأساسية، ومارست تكرار تعيين الفاسدين على رؤوس الأشهاد ولم تمارس مسؤولياتها مطلقا تجاه المواطن، فحالة التردي والفوضى التي تعيشها هي نتاج هذه السلطة الاسمية التي أضن أن نموذجها فريد على مستوى العالم سواءً من حيث العبث بالأموال العامة وحالة الثراء التي تحققت لهؤلاء على حساب موت الفقراء.

في تقديري إن استمرار إدارة الوضع بهذه الأدوات الصدئة لا يمثل حلا، في حين أن وضع المحافظات الجنوبية عموما في ظل اللا دولة يمثل تحديا عاصفا لما اعتبره التحالف إنجازا.. فهل سيظل التحالف يمارس دور (شاهد ما شاف حاجة).. إلى ما لا نهاية؟ وهل تستطيعون إن تشيروا إلى إنجاز واحد تحقق في ظل إدارة الوضع على نحو ما يجري؟

لقد ضاق المواطن بتلك الممارسات المشخصنة وتبخرت الآمال بكافة الأطراف، للأسف مدننا في حالة ظلام تام وانتشار للأوبئة.. فهل ما يجري أمر طبيعي؟ في ظل ذلك نسأل.. ما هي إنجازات التحالف خصوصا وهو الطرف المعني في هذه الأثناء دون غيره؟ وحتى متى نظل نصوم في بحة هذه الفوضى الخلاقة التي سوق تنتج وضعا خارج نطاق السيطرة في نهاية المطاف؟

فمن أجل الخروج من شرنقة الوضع المريب لا سبيل إلا بتشكيل إدارة أهلية في كل محافظة تعنى بإدارة الأوضاع ومنع العبث بالأموال وتجاوز بارونات الفساد على الأقل حتى تظهر رؤية سياسية واضحة تجاه الجنوب عموما، وعلى التحالف الاعتراف بمسؤوليته إزاء ما يجري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى