لماذا علينا دفع الثمن؟!

> عبدالقوي الأشول

> هكذا يجري التفكير على كافة المستويات.. ماذا تمثل الوحدة بالنسبة للشمال؟ وهي قطعاً تعني لهم الموارد والثروة لا أكثر، وذلكم ما جسد على الأرض طيلة العقود الماضية، فقد مثل حزب صالح رأس الحربة في هذا السلوك المنفر الاستعلائي الإقصائي الذي مورس بحق الجنوب.
في ظل ذلكم العهد لا يمكن الإشارة إلى أي حماس للوحدة، ناهيك عمّا تمثله للجنوب أكثر من أنها عملية احتواء وضم وابتلاع وتدمير تاريخ ونظافة الجنوب بعد نهب ثرواته.

وحين تستغيث منظومة صالح لم تكن تعبر إلا عن نفس الفكر والمنطق علاوةً على أنها ترتبط بمشاريع إقليمية تتجاوز نسيج المنطقة وتاريخها الاجتماعي والديني، وهو ما يجعل فكر الوحدة المستجد لديها نمطاً جديداً من الطمس للجنوب على كافة المستويات، وهذا ما يتم تكريسه في هذه الأثناء. لقد دفع شعبنا الجنوبي ثمناً باهضاً لهذا الفكر وللخطأ التاريخي العميق الذي وضعنا في ردهة المفترسات من جميع الأنواع. بمعنى أن الجنوب لا يمثل لتلك الأطراف سوى ضيعة فيد يجري الحرص على احتوائها إلى ما لا نهاية ولم يكن مطروحاً قط ماذا يمكن أن تعني الوحدة للجنوبيين.

إلا أن الإرادة الجنوبية الحية ولدت أو خلقت واقعاً مغايراً لتلك الأحلام التي مازالت تراود البعض، الأمر الذي جعل هؤلاء يشنون ضراوة حربهم ضد الجنوب وتطلعاته مستمدين كامل الدعم من الأطراف الخارجية التي التقت مصالحها بتلك الأطراف التي هي أصلاً من صروف منظومة صالح البائدة.

من هنا تنوعت أساليبهم في وضع العراقيل تجاه الإرادة الجنوبية كلما تنوعت طرقهم العقابية الجماعية بحقنا وهو الوضع الذي أدت تبعياته إلى ما نعيشه في هذه اللحظة من تدهور عارم في مختلف المستويات التي لم يجد الجنوبيون بداً من البحث عن طوق نجاة يجنب شعبنا مزيداً من الويلات والمآسي والفقر والفوضى.

فكانت فكرة الإدارة الذاتية لأوضاعنا التي لا شك تتعارض تماماً مع مصالح قوى الفساد الناهبة، ومع تطلعات الأطراف التي تستثمر معاناتنا خصوصاً ممن هم من أبناء جلدتنا، الحال الذي دفع بهؤلاء وهؤلاء إلى التناغم في الأداء بمحاولات لكبح هذه الإرادة واستمرار الخوض في مشاريع عفى عليها الزمن، وتطلعات لا تمثل لأبناء شعبنا شيئاً بعد كل ما قدمت من تضحيات، فما تكشف أيضاً من فكر الديناصورات الشائخة يصب على خانة احتواء الجنوب.

الحال الذي يدعو قوانا الحية إلى الدفاع عن قراراتنا التي تمثل خيارات شعبنا وتعكس تطلعاته، وأن لا ننجر وراء ما تضخه ماكيناتهم الإعلامية من تفرقة تمثل خطراً على عدالة قضيتنا ومشروعنا الوطني في استعادة دولتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى