إن أردت استعادة بلدك فتحمل المسئولية

> د. مروان هائل

> > أهم عامل إستراتيجي لأي دولة (كبيرة أو صغيرة) للاعتراف بها دوليا هو قدرتها على حماية مواطنيها من الاعتداء، وهذه نقطة مهمة جدا يجب مراعاتها حتى قبل وضع الدستور، لأن حماية المواطن تعني أن الشعب بأمان والسيادة لن تمس والحدود والأرض لن تخترق، فالدول المعترف بها تتميز بوجود السمات الثلاث التالية: السلطة السيادية والسكان والأراض، وهذه المفاهيم تستخدم في الممارسة الدولية، وهي أيضا ما سلطت عليها بنود اتفاقية عام 1933 بشأن حقوق والتزامات الدول المعترف بها.

قد تكون الدولة غير المعترف بها عضوًا في الأمم المتحدة، لأن ميثاق الأمم المتحدة لا يتطلب الاعتراف قبل ذلك، والقضية الجنوبية هي الآن في أروقة هذه المنظمة الدولية، فقد استطاع الجنوبيون من خلال اتباع إستراتيجية "الخطوات الصغيرة" من توصيل صوت قضيتهم إلى كل العالم، وبدعم من التحالف العربي أسسوا قدرات عسكرية كبيرة حرروا بها أكثر الأرض وتخولهم للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم في استعادة كامل تراب الدولة الجنوبية، ولهذا عليهم أن يتذكروا أن الكثير من ممثلي الأمم المتحدة ذكروا مرارًا وتكرارًا أن هذه المنظمة لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على الدول ذات السيادة، ونحن الآن طوينا الحلقة الأولى لسلسلة من ثلاث حلقات التي تعيد للشعوب والدول حريتها: الأولى السكان، والثانية والثالثة الأرض والسيادة، الثانية لن تعيدها غير القوة، والثالثة لن يفرضها ويحميها غير قوات مسلحة جنوبية نظامية ووطنية.

في اليمن لا يوجد انفصاليون ولا وحدويون، بل توجد قيادات سياسية رخيصة ساقت الوعي الشعبي إلى التصادم الاجتماعي والدولة إلى الهاوية، قيادات الكثير منها لا تعرف معنى المسؤولية والوطنية والتنمية والعلم والصحة والعدالة الاجتماعية، جعلت المواطن يكره الوحدة ويحملها كل مصائب البلاد، نعم لا يوجد عاقل في العالم يكره وحدة الشعوب، ولا يوجد أيضا عاقل يرغب في البقاء في دولة وحدة بالقوة، وهناك نماذج دول انتهت الوحدة بينها والآن تعيش وتتطور مع بعضها البعض بسلام ووئام، وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وجمهوريات يوجسلافيا خير مثال، كذلك انفصال تشيكوسلوفاكيا لم تكن هناك مشاكل وتم الاعتراف بالدولتين، بنجلاديش وباكستان، جنوب السودان عن السودان، إريتريا عن أثيوبيا، تيمور الشرقية عن إندونيسيا، النمسا عن ألمانيا، سان مورينو والفاتيكان عن إيطاليا، موناكو عن فرنسا، إيرلندا إسكتلندا عن بريطانيا.

فك الارتباط ليس مطلبا جنوبيا كما يصوره لصوص الثروات، بل هو أيضا مطلب شعبي شمالي لا تريد أن تسمعه عكف القبائل ولا القيادات أو الأحزاب السياسية الشمالية، التي تغيب دائما احتمالات التسوية السلمية لأي أزمة داخلية، وترفع بدلا من ذلك شعار الوحدة أو الموت، الذي أنهك ودمر الجنوب والشمال في حروب وفساد أيقظت وبقوة فكرة إعادة الحدود إلى سابق عهدها حتى على مستوى البسطاء في الشطرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى