عندما ينعدم الضمير

> فارس حسين السقلدي

>
قليل جدا في زمننا هذا من يمتلك الضمير ويعي معناه قولا وعملا، ظاهرا وباطنا، وحقيقته وماهيته المجتمعية وأهميته بين الناس والمجتمع، فبدون الضمير تصبح الحياة مؤلمة وقاسية ولا فائدة لها بانعدامه، فحينما ينعدم الضمير يصبح كل شيء مباحا، وتصبح الحياة فيها لا وجود لها ولا قيمة، بل الحياة تصبح كغابة  يقودها فصيل من القطعان المفترسة التي لا تعرف إلا القوة وسد رمقها، وهنا تكمن المشكلة وتحل الصدمة.

ومن المؤسف حقا ما نلاحظه في أيامنا هذه لشي يندى له الجبين وتدمي له القلوب وتدمع له الأعين من تصرفات وأعمال وأساليب وظواهر دخيلة وسيئة ومشينة على مجتمعنا في غوغائيه تعمها الفوضى العارمه، لا رقيب ولا حسيب من معدمي الضمائر وضعفاء الأنفس الذين لا يهمهم ضمير ولا وازع ديني ولا أخلاق، كل همهم مصالحهم الخاصة فقط، ولا عهد لهم أو ذمة، فحب الذات والمصالح والمادة هي هدفهم ومرادهم.

ان ما نعايشه اليوم ونعانيه سببه يرجع إلى فقداننا للضمير، فعند موت الضمير تموت الأخلاق وتضيع الأمانه ويبدأ النفاق والفساد في البر والبحر، فيصاب المجتمع بنكسة أخلاقيه وابتعادهم عن دينهم، يرافقه اليأس والإحباط، فينتابه الخوف من القادم اذا ما ستمر عليه الحال دون وعي وإدراك وحرص لمسألة الضمير.
وبمجرد النظر والإمعان للواقع المغاير بسبب موت الضمير، وهو موت بعينه للوازع الديني والأخلاقي، ونتيجته فساد الأنفس والمجتمعات على حد سواء وبفقدانه تشكل تهديدا إنسانيا وإجتماعيا بأكملها تنذر بكارثة حتميه لا قدر الله تعالى.

فمسألة  الضمير وحدها من تبقى، وكفيلة بمجتمع يسوده الإخاء والمودة والقانون، فاذا كانت مسالة الضمير  مغروسة في قلب الانسان سيدفعه شعوره حتما وستحركه نحوه بعين العقل والمنطق.
فالضمائر اليقظه والوفية ترتفع بصاحبها ليحوز أعلى مراتب الضمير والثقة بين الناس ومجتمعه وتابى الا ان تكون في موقعها ومكانها وزمانها، وصلاح النفس مرتبطا بضميره، ولما له من اهمية وأثر بالغ ومنزلة عظيمة عند الآخرين، بل في الأثر له دلاله وشواهده.

فطوبى لمن يمتلك الضمير في نفسه، ويعي معناه ومكانته، ويعمل فيه وبه لما يرضي ربه وأهله ومجتمعه.. فالضمائر الحيه لا تموت ولا تنسى تظل مثل يحتذى ويهتدى به الإنسان في مجتمعه، وقلما يكون فيه او تجده.. فاتقوا الله في أنفسكم وضمائركم وأعمالكم والله ولي التوفيق والسداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى