إسرائيل وكرامة العرب المهدورة

> جهاد عوض

> تتوالى الأخبار وتستمر الزيارات والوفود الإسرائيلية للبلاد العربية والإسلامية، واصبح المشهد عاديا ومألوفا، ولم يعد يثير الاستغراب والاستهجان عند المراقب والمتابع على حد سواء، في تجسيد واقعي وانتمائهم وانخراطهم في محيط الجيوسياسي للشرق الأوسطي الجديد، الذي تعد وتبشر به أمريكا.
إسرائيل تدخل العالم العربي والإسلامي من أوسع الأبواب، وتتحرك سياسيا من أجل نفض غبار العزلة المفروضة عليها، وبسط وتحقيق نفوذ وتأثير اقليمي، قل ما كانت تحلم به وتتمناه في السابق، وكما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، عقب زيارته الأخيرة لدولة تشاد ذات الأغلبية المسلمة، بأنها «اختراق تاريخي» وتندرج ضمن الثورة التي نقوم بها في العالم العربي والمسلم والتي وعدنا بإنجازها.

 هكذا السياسة تبرهن لنا يوما عن يوم، أنه ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة.
يتبادر السؤال التالي، ما فائدة هذه الدول في تهافتها وانجرافها في أحضان الكيان الصهيوني الذي مازال يغتصب ويحتل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس، ويمارس أبشع صور الاستيطان والإجرام والتفرقة العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني، مما جعله محط انتقاد وإدانة جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية الإقليمية والدولية؟

كيف لنا كعرب ومسلمين أن نقنع الآخرين بعدالة قضيتنا  ونحن نقترب أكثر ونرحب بالضيف والزائر الإسرائيلي؟! كيف لنا كعرب أن نطالب الآخرين باتخاذ موقف حازم وقرار حاسم في مقاطعة إسرائيل، ونحن من يتودد إليها، ونفرش السجاد الأحمر لمسوليها وممثليها؟!
طبعا المدافعون والمرحبون بدفء وحرارة العلاقات وتحسنها مع الكيان الصهيوني، ومع ذوبان الجليد المتجمد المتسارع بين الاتجاهين، يقولون كل هذا لأجل السلام، نقول لهؤلاء، السلام بأي ثمن لا يكون سلاماً عادلا بالمرة، سلام من طرف واحد معناه استسلاما، سلام لا يحفظ حقوق ومصالح الطرفين، يعني ارتهانا وانهزاما.

 وهكذا اليوم يعتقد ويتغزل قادة وكبار إسرائيل ومن ورائها الأم الحنون عليها أمريكا، أنهم يصنعون أحداث المنطقة، بدهائهم ونفوذهم السياسي والاقتصادي والعسكري، لا يمكن ذلك، إنما هو نجاح لاستثمارهم واستغلالهم لأخطاء وخلافات العرب والمسلمين، لاعتقاد البعض من الحكام العرب والمسلمين، أنهم يتحالفون مع حليف يعتمد عليه في بقائهم في سدت الحكم، لخضوعهم وتخليهم عن مبدأ وفكر المقاومة والكرامة، التي تموت وتختفي معانيها ومرادفاتها، في قاموس واقعنا السياسي والإعلامي الحاضر، ولا غرابة أن راها يوما ورثاها شاعرنا الراحل أحمد مطر، بعنوان : «طبيعة صامتة»

في مَقْلب القْمامَةْ
رأيتُ جثة ملامحُ الأعرابْ
تَجَمّعَتْ من حَوْلها «النسورُ» و «الدِبَابْ»
وفوقَها علامَةْ
تقولُ : هذي جيفةً
كانتْ تُسَمَّى --- كرامَهْ
فلا غرابة أذا ضاعت المقاومة وماتت الكرامة في حياة العرب والمسلمين، ستضيع حقوقنا ومطالبنا، عن أهم قضايانا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى