كورونا والحرب في اليمن..

> علي ثابت القضيبي

> كلما يتخيل المرء معنى وإمكانية اجتياح كورونا لبلادنا، وهي كارثة لا يستطيع أحد أن يتخيل كيف سيكون وقعها علينا، خصوصاً وثمة مؤشرات بدخولها فعلا لمحافظة حضرموت، والسبب لأننا نعيش في كنف سلطة رثة لا تحترم مسؤولياتها ولا تتحلّى بأبسط قدرٍ من الإحساس بتبعات مسؤولياتها على شعب وأرض تحدق به أبشع كارثة كونية تجتاح العالم اليوم، فلا يملك المرء إلا أن يحتاط بقدر ما أمكنه ذلك شخصياً ويسلم أمره وأسرته لله فقط.

هذه السلطة لا همّ لها إلا جمع المزيد من الثروات بالنهب من مواقع مسؤولياتها في البلاد، وليذهب البقية إلى الجحيم، والواقع يظهر هذا وبكل جلاءٍ وسطوع، ثم إن أدواتها على الأرض أكثر رثاثة، وهذا على خلفية إذا فسد الرأس فسد كل الجسد.. وإلا ماذا يعني هروب وتدافع الأطقم الطبية من مواقع عملها في المستشفيات لمجرد بروز صوت يقول: هناك حالة كورونا؟!، هذا وضع كارثي فعلاً.

حتى تصريحات السلطة أو سواها عن الاحتياطات المتخذة للتصدي لهذا الفيروس الكارثي مثيرة للضحك وبأعلى درجاته، فلا أسرة استقبال متوافرة، ولا أي تجهيزات طبية أو تشخيصية متواجدة للمواجهة، وحتى الكمامات معدومة تماماً في البلاد بشكل كافٍ. فكيف سيكون الأمر إذاً وإجراءات حظر التجوال المعلن عنها يتم التعامل معها بكل صور التسلط والعنجهية من النقاط المتوافرة في مناطق الحظر؟!، بالإضافة الى أن الغالبية العظمى من الشعب غير مبالية وتتعاطى باستخفاف مع الأمر لنقص التوعية بأضرار وتبعات هذا الفيروس الكارثي من قبل السلطة وسواها من الفعاليات المجتمعية.

يمكن توصيف واقعنا في التعامل مع هذا الفيروس، فيما إذا قدر الله وانتشر في هذه البلاد، وهذا مرجح جدا، بأنه سيكون واقع كارثي بالمعنى الحرفي للكلمة.. إذن كيف يمكن للناس البقاء في بيوتهم وعدم الخروج للحد من الانتشار والعدوى والناس لأربعة أشهر بدون مرتبات؟، ومن أين سيقتاتون لتستمر الحياة؟! والكهرباء والمياه في انقطاعات مقرفة والدنيا صيف الآن.

وهذه من المسؤوليات الأولى على هذه السلطة الفاجرة العبثية وعديمة الإحساس بمسؤولياتها تجاه الشعب، فهم منعمين في فنادق الرياض، والشعب يغرق في مستنقع موحل وتتهدده أخطر كارثة شهدها عالمنا المعاصر.

مع الأسف الشديد، دول التحالف، ولحساباتٍ انتهازية رخيصة تتعاطى مع هذه السلطة الشرعية بمنطقٍ أسخف وأقبح من أداء هذه السلطة الشرعية الإجرامية، وطائرة أو طائرتين مدد بمواد إغاثية لمواجهة خطر كورونا هو فعل يثير الضحك والرثاء بكل صراحة، لأن المطلوب هو شيء أكثر وأكبر، والأقل فيه استئصال كل طاقم هذه السلطة الفاسدة العبثية والمجيء بحكومة تكنوقراط وكفاءات نظيفة تدير البلاد بشكل صحيح، وتتصدّى لهذه الكارثة العالمية المحدقة بالبلاد، وهذا نص عليه اتفاق الرياض الذي أهملته سلطات الرياض بنفسها وتقاعست عن الإصرار على تنفيذه، وفي تواطؤ ظاهر مع هذه السلطة الشرعية الرثة.

ليس لدى هذا الشعب إلا الاعتماد على الله وحده، وأن يحصن نفسه بما أمكنه من الإمكانيات.

ونسأل الله اللطف والرحمة بشعبنا من كارثة السلطة وكارثة كورونا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى