صانعو اللحظة
في دولة لا تنتج سوى البفك والتسالي والمقرمشات، لتسد بها رمقها عندما تجوع، والمفرقعات والحروب والموت، حينما تريد أن تشبعنا، يبدو المشهد اليمني للسنة الواحدة بعد العشرين، من الألفية الثالثة، ضبابيًا أكثر من أي قرنٍ مضى. عجز الدولة وغياب مؤشرات حضورها بصورة كثيفة، منذ ما يقارب السبع سنوات، هو برهانٌ أساسي آخر، يُضاف إلى قائمة براهين علوم الرياضيات، والهندسة الفضائية والأرضية التي تثبت جميعها غياب وتوهان وانعدام رؤية الدولة اليمنية فعلًا، وتظهرنا أضعف بكثير من أي مرحلة سبقت عبارة "إعادة إعمار ما خلفته الحرب".
إن مرحلة إعادة إعمار ما خلفته الحرب من المنظور الإقليمي هي التي تعتمد كليًا على أطراف الحرب المحليين، في اليمن، وعلى رأسهم الطرف الشرعي، وهي الأطراف التي ما تزال متباهية ومتماهية مع شعارات القتال نيابًة عن كل العرب، أقصى الجنوب، ضد ما يُسمى بـ "المشروع الفارسي"، ناهيك عن أقصى الشمال الذي ما يزال يقاتل عقائديًا تحت شعار مجابهة المشروع "الصهيوأمريكي"، وهما المشروعان اللذان يستهدفان المنطقة - حد وصفهما - في الوقت الذي لا تبدو فيه كافة الأطراف المحلية منشغلة بالسلام الداخلي، البتة، منذ بدء الحرب، وعوضًا عن ذلك، فهم يستمرون بوضع كل مفاتيح إحلال السلام، وتحقيقه، داخليًا، في يد الخارج، بل ويستمرئون هذا على أنفسهم وعلينا، حينما نجدهم عاكفون على استكمال جهودهم البائسة في حربهم ضد المشروعين، المهددين كلاهما لأمن الأمة العربية الذي تحول إلى (غمة) حقيقية تهدد استقرار الأرض من تحت أقدامنا نحن اليمنيون قبل تهديدها لاستقرار الأمة العربية.
إن وضعنا القائم حاليًا حولنا من مواطنين إلى مجرد لاجئين داخل وطننا، حتى وصل الحال بمحيطنا العربي والإقليمي، وهو ذات المحيط الذي نقاتل من أجل أمنه، بأن ينظر بحذر لمن ينجح منا بعبور ضفة بلده خشية ذوبان ما تبقى له من العمر، في بلد العروبة المر هذا، نحو ضفة أكثر أمانًا وآدمية، كوننا نظهرهم لسنا أكثر من قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، وذلك لعلمهم المسبق أن ثمة في اليمن أكثر من ثلاثين مليون قنبلة موقوتة قابلة للانفجار الذاتي، جراء الظروف التي يشهدها البلد، الذي لم يعد يمتلك (كبارًا) يضبطون إعداداته، والعاجز، بفعل فارق الصرف، وارتفاع سعر الدولار، حتى عن شراء كبير واحد، للقيام بهذه المهمة، عملًا بالمثل المصري القائل: "اللي ملوش كبير يشتريله كبير"!
لا تبدو الأمم قادرة على وقف لعبتها هنا. خرج اليمنيون عن نطاق السيطرة كما هي عاداتهم في الحروب، وعجز المشرف الأممي على إدارة ملفي الحرب والسلام، في آن معًا، "مارتن جريفيثس" عن تحقيق معادلة الأمم، وهو الوصول بجميع أطراف العبث، بعد انقضاء الحاجة من العبث الأممي نفسه، إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم إقناعهم بإحدى بديهيات الحروب الأهلية التي تنص على أنه ليس ثمة هنالك من طرٍف منتصٍر في هذه الحرب التي فقدت بوصلتها، سوى شركات ومحلات الصرافة، التي تُدار من الخارج، وتصنع اللحظة في الداخل، وتتحكم بها، ومعها بائعو الأكفان الذين يلفون بأكفانهم لحظاتنا الأخيرة تلك، قبل عملية تسليمنا لحفاري القبور الذين يدفنوننا كمواطنين بكل لحظاتنا التعيسة معكم كمسؤولين إلى الأبد.
إن مرحلة إعادة إعمار ما خلفته الحرب من المنظور الإقليمي هي التي تعتمد كليًا على أطراف الحرب المحليين، في اليمن، وعلى رأسهم الطرف الشرعي، وهي الأطراف التي ما تزال متباهية ومتماهية مع شعارات القتال نيابًة عن كل العرب، أقصى الجنوب، ضد ما يُسمى بـ "المشروع الفارسي"، ناهيك عن أقصى الشمال الذي ما يزال يقاتل عقائديًا تحت شعار مجابهة المشروع "الصهيوأمريكي"، وهما المشروعان اللذان يستهدفان المنطقة - حد وصفهما - في الوقت الذي لا تبدو فيه كافة الأطراف المحلية منشغلة بالسلام الداخلي، البتة، منذ بدء الحرب، وعوضًا عن ذلك، فهم يستمرون بوضع كل مفاتيح إحلال السلام، وتحقيقه، داخليًا، في يد الخارج، بل ويستمرئون هذا على أنفسهم وعلينا، حينما نجدهم عاكفون على استكمال جهودهم البائسة في حربهم ضد المشروعين، المهددين كلاهما لأمن الأمة العربية الذي تحول إلى (غمة) حقيقية تهدد استقرار الأرض من تحت أقدامنا نحن اليمنيون قبل تهديدها لاستقرار الأمة العربية.
إن وضعنا القائم حاليًا حولنا من مواطنين إلى مجرد لاجئين داخل وطننا، حتى وصل الحال بمحيطنا العربي والإقليمي، وهو ذات المحيط الذي نقاتل من أجل أمنه، بأن ينظر بحذر لمن ينجح منا بعبور ضفة بلده خشية ذوبان ما تبقى له من العمر، في بلد العروبة المر هذا، نحو ضفة أكثر أمانًا وآدمية، كوننا نظهرهم لسنا أكثر من قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، وذلك لعلمهم المسبق أن ثمة في اليمن أكثر من ثلاثين مليون قنبلة موقوتة قابلة للانفجار الذاتي، جراء الظروف التي يشهدها البلد، الذي لم يعد يمتلك (كبارًا) يضبطون إعداداته، والعاجز، بفعل فارق الصرف، وارتفاع سعر الدولار، حتى عن شراء كبير واحد، للقيام بهذه المهمة، عملًا بالمثل المصري القائل: "اللي ملوش كبير يشتريله كبير"!
لا تبدو الأمم قادرة على وقف لعبتها هنا. خرج اليمنيون عن نطاق السيطرة كما هي عاداتهم في الحروب، وعجز المشرف الأممي على إدارة ملفي الحرب والسلام، في آن معًا، "مارتن جريفيثس" عن تحقيق معادلة الأمم، وهو الوصول بجميع أطراف العبث، بعد انقضاء الحاجة من العبث الأممي نفسه، إلى طاولة المفاوضات، ومن ثم إقناعهم بإحدى بديهيات الحروب الأهلية التي تنص على أنه ليس ثمة هنالك من طرٍف منتصٍر في هذه الحرب التي فقدت بوصلتها، سوى شركات ومحلات الصرافة، التي تُدار من الخارج، وتصنع اللحظة في الداخل، وتتحكم بها، ومعها بائعو الأكفان الذين يلفون بأكفانهم لحظاتنا الأخيرة تلك، قبل عملية تسليمنا لحفاري القبور الذين يدفنوننا كمواطنين بكل لحظاتنا التعيسة معكم كمسؤولين إلى الأبد.