عشر سنوات مُرة في السجن

> أ.د. سمير عبد الرحمن الشميري

> إننا نعيش في زمن العجائب، زمن يتطاول فيه الأقزام على القامات الشامخة ويسجن فيه الشرفاء، والسرقة واللصوص والبلاطجة طلقاء ينعمون بنسيم الحرية.
هناك قتلة قتلوا شعبا بأكمله وامتصوا روح ودم الشعب، نمجدهم ونرفع صورهم وأعلامهم ويحظون بتقدير كبير من أهل القوة والزيف، ويتم تزييف وعي الشعب ببطولاتهم وإنسانيتهم وحبهم للوطن والشعب والتراب الوطني، بعد أن حولوا حياة الشعب إلى جحيم ودمار وأشعلوا حرائق الفتنة ونيران الحرب في كل شبر من التراب الوطني، ودمروا الهوية الوطنية ورموا بالنساء والأطفال والصغار والكبار وقوداً للحرب وللفتن الطائفية والعقائدية والعصبوية الضيقة.

عشر سنوات والبطل أحمد عمر العبادي المرقشي يقبع في سجن صنعاء المركزي بلا ذنب سوى أنه قاوم الباطل ووقف بشجاعة في وجوه القتلة واللصوص، ودافع بقوة عن الحق والإنصاف وعلى مبنى صحيفة «الأيام» العدنية من اعتداء غاشم لقوى الظلام التي تقتات من أعلاف التعصب والجهل والفساد والتلون والمصانعة والمماحسة.
بقاء أحمد عمر العبادي المرقشي في السجن علامة واضحة على الخبث والرياء والنفاق والبنية الذهنية المتسلطة، ودلالة على انتصار أهل الباطل على أهل الحق، وعلى بقاء النظام كما هو والذي تغيرت فيه الصور والملبوسات والمزامير والطبول والألحان والطنافس الوثيرة والفسيفسات الشكلية، واستمر النظام الفاسد بقسوته وقذارته يجثم فوق صدور المستضعفين ويعتاش من خيرات المجتمع.

أكتب عن قضية المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي وأشعر في عين الوقت بحسرة تفري قلبي لما حل بهذا الصنديد من ظلم فادح في وضع رديء يفترس بشراسة الطيبين والبسطاء وعامة الشعب.
هذا الرجل لم ينصفه نظام علي عبد الله صالح ولا نظام السيد عبد الملك الحوثي ولم تخرجه أيادي الشرعية من ظلمات السجن، فقضيته هي قضية وطن لازال حبيساً بين جدران التخلف والفاقة والاعتساف، وقضيته مؤشر ناصع على سقوط قيم العدالة والعزة والفضيلة وانهيار مداميك المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان.
من سينصف هذا الرجل؟!! ليست لدينا قوة لإخراجه من السجن في بلد أعرج يغيب فيه القضاء النزيه ويسير بلا هدى ولا بصيرة تداس فيه القوانين والنواميس البشرية تحت أقدام السفهاء، فالبلاطجة مهما تستروا بالشعارات والقيم الإنسانية وبالأيديولوجيات والمذاهب والطوائف والعقائد تنكشف عوراتهم عندما يتعاطون مع القضايا الإنسانية العادلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى