ملف المسرحين عن وظائفهم في طي النسيان

> مازن عثمان الشعبي

>
يتساءل المسرحون عن وظائفهم عنوة بعد حرب عام 94 التي اجتاحت الجنوب عن مصير ملفاتهم التي تقدموا بها إلى لجنة تشكلت بقرار رئاسي من أجل استعادة حقوقهم وترتيب أوضاعهم أسوة بآخرين من زملائهم جرى ترتيب وتسوية أوضاعهم في السابق، وطال انتظار مصير هذه الملفات التي لم ترَ النور، وعلى وجه التحديد ملفات المدنيين، حيث يشكو هؤلاء من إهمال ملفاتهم وعدم البت فيها رغم تقدم وكبر أعمارهم التي لم تشفع لهم لينالوا كافة حقوقهم المهدورة.

ومنذ أعوام عدة ينتظرون مجرد وعود في الهواء الطلق فقط لم تغير من أوضاعهم الصعبة شيئاً يذكر إلى الأفضل، رغم ارتفاع المواد الغذائية والغاز المنزلي وأجرة المواصلات، وعدم قدرة هؤلاء على مواجهة غلاء المعيشة نتيجة عدم امتلاكهم مصادر دخل وحرمانهم من حقوقهم المكتسبة بعد العام 94م، حيث سرحت الحرب عدداً جمّاً من موظفي القطاع العام آنذاك وتركتهم في الشارع لأسباب عدة، لم تراعِ الناس وجعلتهم مسرحين ومهمشين، وتحول غالبيتهم إلى فلاحين وصيادين، وآخرون عاطلون في البيوت وفي الشارع من دون مصادر دخل تساعدهم هم وأفراد أسرهم على العيش الآمن والمستقر.

إنه لمن الواجب على حكومة معين وجهات الاختصاص استكمال ما تبقى من المهام الإدارية الضرورية لمنح المسرحين من أعمالهم في الجهاز الإداري للدولة حقوقهم من أجل مواجهة مصاعب الحياة ومتطلبات العيش القاهرة ولإثبات صدق النوايا تجاه أبناء الجنوب وقضيته العادلة ولتغيير الواقع المتردي نحو الأفضل، والاستفادة من الدعم الإقليمي اللامحدود في الوقت الراهن.
فجميعنا يتذكر أن الحرب 94 شردت الناس وجعلتهم منفيين في الداخل والخارج وأعدادهم كبيرة، ووفق إحصائيات نشرتها وسائل إعلام، فإن عدد المسرحين والمقصيين يتجاوز عشرات آلاف، وستكون لمعاناتهم ردود أفعال قوية نتيجة حرمانهم من الحقوق المكتسبة، وإهمال ملفاتهم وقت أطول وتركها في الأدراج مدة أطول حتى يجف حبرها وينتهي عمرها الافتراضي، وتبدأ تتآكل كل الوثائق والملفات الخاصة بهؤلاء المسرحين المحبطين الذين أفنوا جزءاً من أعمارهم في الخدمة، والجزء الآخر مشردون من مكان إلى آخر بعد أن قذفتهم حرب العام 94 إلى الشارع، حتى ضاق حالهم وهم في الشارع يصارعون من أجل أن يعيشوا هم وأفراد أسرهم وقد عانوا في الحياة مدة أطول، ومعاناتهم مستمرة إلى وقتنا هذا وهم في مرحلة الشيخوخة.

ومن أجل أن يتمكنوا من العيش الكريم وقضاء ما تبقى من العمر مع أهاليهم يجب منح الناس حقوقهم التي كسبوها من عرق الجبين وإنصافهم دون تملص، والبدء بترتيب ملف المسرحين لتطمئن نفوسهم، حيث وهم ما زالوا مهمشين ومسرحين، ينبغي تصحيح أخطاء الماضي الأليم وسلوكياته الرعناء وأفكاره المتغيرة والملوثة ليتغير الواقع ويشرق الغد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى